دمعي أمام جدار الليل ينسكبُ
وجمرة في حنايا القلب تلتهب ُ
وليلة نجمُها يشكو تطاولها
وبدرها ذابل العينين مكتئب ُ
وصورة لضياع العمر قاتمة
تسعى إليّ ومن عيني تقتربُ
ووحشة في فؤادي أستريح لها
كأنني بين أهل الدار مغتربُ
أمي تخاطب في قلبي أمومتها
فما ترى غير جفو ماله سببُ
يدور في القلب طاحون الشقاء فما
للنوم حينئذ في مقلتي أرب ُ
وتشتكي كل أعضائي وأوردتي
فالروح مخنوقة والعقل مضطرب ُ
يا رحلة البؤس لا سيارتي وصلت
ولا تورع عن إرهاقي التعبُ
أرى لباسي عبئا حين ألبسه ُ
وابذل العهد مختارا وانقلب ُ
أبيع نفسي لأشري حبة سكنت ْ
بالموت , فالقلب منها منزل خرب ُ
أرى الحياة ظلاما لا يخالطه ُ
نور فلا فرح عندي ولا طرب ُ
ويأكل الخدر المشؤوم أوردتي
وفي خيالي رؤى تنأىوتقترب ُ
أحبو على الأرض إعياء وأحسبني
أجري , وأكبو وظني أنني أثب
طورا أثرثر حتى تشتكي شفتي
وتارة في مجال القول اقتضبُ
أبي يراقبني والطرف منكسر
أمي تراقبني والدمع ينسكبُ
ماعدت ُ كالأمس إشراقا ولا أملا
وكيف يشرق من في قلبه لهب ُ؟
أبي .. يسائلني عما بليتُ به
وقد تمكن من وجدانه الغضب ُ
متى؟ وكيف جرى هذا ؟ أما نفعت ْ
فيك النصائح والتهذيب والأدب ُ
نشرت ياولدي في جوّ أسرتنا
حكاية في مداها يكثرالشغب ُ
مهلا أبي , قصة المأساة دامية
والليل أعمق مماتُدرك الشُهُبُ
الأمة يا أبي تدمي حقيقتها
قلب الغيور ولا يفنى لها العجب ُ
كم " حبة " صغرت في حجمها قتلت
حرا , وأرخص في تهريبها الذهب ُ
هذا سلاح من الأعداء غايته
ألا تعود إلى أمجادها العربُ
يامن سألتم عن الإدمان قصته
تدمي القلوب وفيها الخوف والرهب ُ
لاتسألوني فحد السيف منصلت
والخمر تحْدث ُ مالا تحدث العنب ُ
لاتسألوني فإن النار موقدة
وإن عقلي ووجداني لها حطب ُ
لاتحسبوا أنني جمّدت عاطفتي
إني لأبكي على حالي وأنتحبُ
لست ُ الغريب دار عن بني وطني
ولا على ساقط الأقوام انتسبُ
لكنهم رفقة السوء الذين قضوا
أيامهم لعبا مامثله لعب<