كفااااايااااااــة ..... خلاص .... تعبت ..... مش قادر ..... انا تعبان .....
أحبابنا
ده مش مشهد انتحار جاكى شان فى فيلم "روميو و كيلو باترا"
ولا المشهد الاخير لفان دام قبل ما يكسر باب الزنزانة الكارتون
فى فيلم "صعيدى فى الجامعة العمالية"
دى حكاية شاب زينا ... ظروفه زى ظروفنا ... كان عايش طول عمره ف...
واللا نقولكم حاجة ... نخليه هو يحكى لكم بنفسه...
احم ... احم .... أيوة .... ماشى .... 1.... 2....3 ..... جووووووووو .....
الثلاثاء ... مشوار مهم جدا.
ساد الصمت ذلك المكان المنزوى من "عزبة القرود" وخيم الظلام على أرجاء المكان ....
ولم يكن هناك إلا صوت أقدامى أنا ومحمود أخى ... والذى بدا شاحب الوجه مرعوبا لدخوله إلى مثل هذه المنطقة لأول مرة.
توجهنا ناحية إحدى العشش الصفيح ... طرقت الباب ثلاث مرات متتالية ... ثم ..
دخلنا حيث حجرة مظلمة تتوسطها مجمرة يتصاعد منها الدخان وقد تسلطت عليها الأضواء الحمراء وجلس وراءها رجل طوييييل يرتدى مجموعة من السلاسل الخشبية والعاجية وبيده مجموعة من السبح وقد ارتدى عباءة سوداء مهلهلة ثم قال لنا بصوت جنائزى مخيف
" اتفضلوا ايش طلباتكم ¿... عايزين إيه " هتف محمود " انا مش عايز حاجة ... أنا عايز أروح ...."
صرخ فيه " الزم مكانك انت فاكر دخول الحمام زى خروجه¿¿¿!!! " اجبته بسرعة : سيبك منه ياعم الشيخ أنا حقولك عايزين إيه ... هو انت مش يتعمل اعمال تخللى ناس تحب ناس وناس تكره ناس¿
أجاب فى هدوء مسرحى " يابنى انا مبعملش حاجة 00 دول الاسياد هما اللى بيعملوا ... أنا مجرد وسيط بينكم وبينهم .."
أجبت: طيب ياعم الشيخ انا عايزك تعمل لى عمل يخلينى أكره الفرجة على البنات فى الدش عايز اشوف نانسى عجرم أوحش من زينات صدقى ..
عايز روبى تبقى فى عينى مارى منيب أو حتى عبد الفتاح القصرى .. أنا تعبان قوى ياعم الشيخ ... تعباااااااااااان.
همهم فى صوت منخفض " ومين سمعك يابنى"
- بتقول حاجة ياعم الشيخ¿
- لا لا ولا حاجة ... طلبك مجاب وعيشتك هباب.
ثم أغمض عينيه وأخذ يتمتم " الشات الشات يابو البنات ... مرجانة يامرجانة .. العيال تعبانة .. حيفرقعوا من ميلودى وروتانا ... جندهار يا جندهار ... ولعوا فى الدش نار...
" ثم نظر إلى فجأة وقال " قوم يابنى ... الاسياد وافقت وحتعمل لك العمل ... بس ليهم شوية طلبات .. هتجيب لنا ورك نملة تكون مابتخلفش .. وعشرة متر من سلك دش .. واتنين كامة .. وسحلية عرجة فى وشها علامة " وتفوت بعد اسبوع اديك الحجاب .. تعلقه على التليفزيون أو من ورا الباب.
- ربنا يخليك ياعم الشيخ عايز كام¿
- يابنى انا مابخدش حاجة ... دول الاسياد ... سيب الف جنيه مع زعتر برة
شكرته وهممت بالخروج ولكنى فوجئت به ينادى على :
"كابتن كابتن ... ما لاقيش معاك سى ديهاية............!!!!!!!!!
الأحد.. عملية ال 6 بانص
جلست ارهف سمعى ناحية باب الشقة فى انتظار أن يدق الباب فى أى لحظة بينما صوت دقات الساعة يقطع صمت وسكون الليل ... وفجأة سمعت تنقير خفيف على الباب .... جريت مسرعا
وفتحته فوجدت محمود أخى ملفوف بالسواد ... بالطو اسود .... نظارة سوداء .... قبعة سوداء .... شراب اسود
هتفت " أدخل بسرعة إيه الأخبار ¿"
أجاب " العملية فى النملية " ثم ربت على جيب البالطو فى ثقة " الكتاكيت فى العشة "
رددت على كام ¿ ..... " على 100 جنيه " " ابن ال ...... امال لو كانت كامة اصلى كان اخد كام ¿!! "
المهم المهم تعالى جوة قبل ما حد يصحى
دخلنا واغلقنا بابا الحجرة علينا ووضع محمود الكامة فى الجهاز وبدأ العرض ....... وفجأة ........ دخل علينا أخى الأكبر خالد
و " الحقينى يامامااااااااااااا تعالى شوفى عيالك بيعملوا ايه
ودخلت أمى علينا وانطلق صراخها الحيانى فى أرجاء الشقة ...... يالهوىىىىىىى
الحقنى يابو خالد .... تعالى شوف العيال اللى تعبنا فى تربيتهم
وأنا احاول تهدئتها بشتى الطرق ويا اما عيب ... ويا اما خلاص .... يا اما بلاش فضايح ... طب اسكتى واجيب لك العيش بكرة.
طب حروح اجيب لك التموين ... لكن بتتكلم فى مين ... وهيا زى ماتكون صدقت.
ثم ظهر أبى على مسرح الأحداث فتقدم محمود ناحيته فى ثبات ثم قال " أحمد مالهوش دعوة ... الحاجة دى بتاعتى أنا ... وأنا على استعداد لتحمل المسئولية كاملة "
ولكن ابى رفع يده عاليا ... وهوووب .... طااااخ ... ولم نجد محمود .. لقينا شبشبه تحت الكنبة .. ونظارته فوق الدولاب .... واخيرا وبعد بحث مستمر لقيناه هو شخصيا ممددا أمام باب الحمام ... فأمسك أبى بتلابيبه وصرخ بأعلى صوته " البيت دة طاهر وهايفضل طول عمره طاهر "
ثم وضع يده على قلبه فى اسلوب مسرحى قديم من أفلام الخمسينات ثم قال " البيت دة متحرم عليك ليوم الدين ... امشى اطلع برة بيتى يا كلب .. "
محمود " بس ماتقولش اطلع برة ... "
تملكنى الخوف بشدة ... فقد كنت اخشى ان يعيش ابى الدور ويكمل العبارة " انت مش ابنى ... انت لقيط ... لقيط ".. لكنه لم يفعل ... بل رزع الباب وراء أخى ... ثم التفت الينا واخد يخطب خطبة ثورية جماهيرية تقدمية عصماء بدأت ب ... " أيها الاخوتو والأخوات ... " مرورا ب .. " لقد فقد بيتنا ... وفقد شارعنا ... وفقدت الانسانية جمعاء ... رجلا من أعفن الرجال ... "
ونهاية ب " انا راجل ديموقراطى ... بس الديموقراطية عندى ليها انياب واللى هشوفه بيعمل كدة تانى هافرمه.."
وانطلق خالد يهدى النفوس ويقول عندك حق يابابا دى عيال مش متربية .. انا مش عارف جيل ايه المهبب دة ... ياللا انت وهوة .. خش نام .. " وأخيرا دخلت أنا وإخوتى لننام...
ولكننا استيقظنا بعد فترة على صوت صراخ أمى وهى جالسة تولول وتقول " ياربى .. حتى الواد الكبير اللى كنت فاكراه عاقل هو كمان اتجنن ... " بينما وقف خالد فى طرف الحجرة بجوار التليفزيون مدلدل الرأس زى تلميذ ابتدائى مسكوه وهو بيزوغ ... فاقتربت منه ... ثم ملت عليه هامسا فى أذنه
" مادفعتش حاجة .. وكمان بتتفرج ¿!! ... يا دمك يا أخى !!...."
الأربعاء .... سايبراوى جدا ... ( فى أحد السيبرات )
إيه دة .. كل دى أغانى! ... هى روبى دى مابتتعبش! ... إيه دة ... هى نانسى دى مابتزهقش! ... ياخبر أبيض ايه كل دة ... وفجأة صرخ أخى محمود وقال " ايه ياعم ... ايه اللى انت جايبهولنا دة ¿! ... ياعم هات لنا حاجة نتثقف بيها...."
وفجأة لاقيت محمود يسحب الكيبورد ... ويستبد بالشاشة .... وانطلق يكتب فى براعة .... دبليو دبليو دبليو دوت سبعة ناقص واحد دوت كوم و.... " اللاا ...اللااا .. إيه دة يامحمود ¿!! .. لا ياعم أنا حدير وشى " أعطيت الشاشة ظهرى .. ووجهى ناحية محمود..
لكن محمود بدأت تظهر عليه أشياء غريبة ... بدأت أنفاسه تتلاحق .. وبدأت أذنه تحمر ...ثم امتد الإحمرار إلى وجهه كله .. ثم بدأ وجهه يتحول إلى اللون الأزرق ...
هتفت به "محمووود ... فى إيه يا محمود¿.."
رد عليا " اااه ... اااه ... مش قادر .. " ودرييييييب ... سقط على الأرض مغشيا عليه
" يانهار اسود ... الواد مات ... الحقونا ياناس ... إسعااااف ... إسعاف يا أهل الله.."
وانهلت على وجهه صفعا .. لكن دون جدوى ... حتى جاءت الاسعاف وحملته ... وييى وا ... أحمر .. أزرق... أحمر .. أزرق...
وداخل السيارة قاللى الدكتور: " انتو كنتوا قاعدين فى سيبر سبعة ناقص واحد¿ أجبته " أيوة .. أنت عرفت منين !!!¿
- أصل احنا كل يوم نشيل لنا اتنين تلاتة من هناك ... انا مش فاهم .. لما انتو مش قد النت بتدخلوا عليه ليه ¿!!! جتكم نيلة ... جيل ورق ..."
الاثنين ... نفسى أنام ..
بعد الافلام متعددة الجنسيات اللى حصلت معايا النهادرة ... جاءت الان اهم لحظة فى حياة اى انسان ... اللحظة اللى بيتمناها طول اليوم.... انه يحط راسه على المخدة ويديها الحنان....
لكن أنا طبعا غير كل الناس ... مش عشان معندناش مخدات ... لكن المشكلة إنى كشاب تعبان قوى ... قوى. ... قوى ... فاللحظة دى أصعب لحظة فى حياتى .... البيت كله نام ... وانا فى سريرى ... وكل شىء ساكت ... ولا يقطع الهدوء إلا صوت الموسيقا التصويرية الصادرة من محمود أخويا وهو نايم جنبى وفاتح بقه ... وعمال يديها ... خاااا ... خييى ... خووووو...
بصيتله بقرف وأنا مذهول من بقه المفتوح على الاخر وقلت له " هو انا ناقصك يا خويا "
المهم غمضت عينى وحاولت انام ... لكن مافيش فايدة ... مناظر الكليبات اللى شوفتها طول اليوم مالية دماغى ... مناظر الافلام الاجنبى ال " أن كت " و " النص كت " مش عايزة تسيبنى ... يالهوى ... إيه كل دة ... ايه كل الناس اللى عمالة تغنى وترقص فى دماغى دى ... شيلوا المناظر دى من قدامى ... أنا تعبان ... تعباااان .... تعبااااااااان.
انا خلاص جبت اخرى ... كل ليله ارفع ايدى للسماء واقعد ادعى . ... ربنا يحرقك يا ميلودى ... الهى تولعى يا مزيكا .... الهى الدنيا تشتى تلج عشان البنات تتكسى ... يارب كارتات الفاكس كلها تتحرق ... وخطوط التليفون تتقطع ... وأصحاب الوصلات يتمسكوا ... لكنى أصحى من النوم فأجد الجو مشمس جميل والبنات مازالت ترقص على ميلودى ومزيكا ... وصوت المذيعة تقول " شيل إيدك من على الريموت .... مش حتقدر تغمض عنيك"
الرئيسية 